انهيار الحائط... أم انهيار ما تبقّى من .....؟
سقط الحائط، بكل ما يحمله من طوب وصمتٍ ثقيل.
سقط، لا ليجرح من تحته فقط، بل ليوقظ من فوقه أيضًا.
سقط ليقول، بوضوحٍ لا لبس فيه:
أتراه حائطًا من إسمنت؟ أم هو صورة لجدارٍ أكبر، انهار من زمن؟
جدار الثقة، جدار الأمل، جدار الانتماء...
ذاك الذي تهدّم لبنةً لبنةً تحت وطأة الإهمال، والبيروقراطية، والتقاعس المستتر خلف جدران المكاتب.
من الذي يُعاتب؟
هل نعاتب جدارًا لم يجد من يرممه؟
أم نعاتب الأيدي التي مرّت بجانبه، ورأت الشقوق تنمو، ولم تحرّك ساكنا؟
أم نعاتب صمت الإدارات، التي لا تستفيق إلا بعد الضجيج؟
أيها السادة...
المنظومة ليست بخير. والتعليم ليس بخير. والمستقبل يُقايض يوميًا على طاولة الإهمال.
هذا الحائط لم يسقط عبثا.
جاء كصفعةٍ صامتة، كتنهيدةِ جدرانٍ تعبت من الصبر.
ليقول: ما عاد الصمت مجديًا، ما عاد الترقيع نافعًا.
فهل سيفيق النائمون؟
هل سيُصلح القائمون ما تهدّم قبل أن تسقط الجدران على رؤوس أبنائنا؟
أم سنظل ننتظر الحائط التالي ليسقط... كي نتألم قليلًا، ثم ننسى كثيرًا؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire